فلسطين تقترب من مواجهة كتالونيا ودّياً في معقل برشلونة
استمع إلى الملخص
- دعم حكومي وإقليمي: تحظى المباراة بدعم واسع من الحكومة الكتالونية، وتُعتبر حدثاً إنسانياً وسياسياً يعكس التضامن مع قضايا إنسانية كبرى، في ظل توتر العلاقات بين كتالونيا وإسبانيا.
- تلاقي نادر: توحدت كتالونيا وإسبانيا حول القضية الفلسطينية، مما يعكس تضامناً متزايداً، ويجعل المباراة منصة رمزية تعزز التعاطف مع فلسطين وتبرز دور الرياضة في نقل رسائل إنسانية.
يقترب منتخب فلسطين لكرة القدم من خوض مباراة ودية أمام منتخب كتالونيا في معقل برشلونة الحالي، ملعب مونتجويك، بعدما أكد مدرب المنتخب الكتالوني أنّ المفاوضات جارية بين الاتحادين لتنظيم هذه المواجهة الرمزية، التي تُعد شكلاً من أشكال التضامن مع منتخب يعيش شعبه تحت بطش الاحتلال الإسرائيلي، وفي ظل حرب إبادة على غزة، مستمرة منذ عامين.
وكشفت صحيفة ماركا الإسبانية، أمس الخميس، أنّ الاتحاد الكتالوني يخطط لتنظيم المباراة في اليوم نفسه الذي يلتقي فيه المنتخب الإسباني نظيره التركي ضمن تصفيات كأس العالم 2026، والمقرر في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. ودخل الاتحاد الكتالوني لكرة القدم في مفاوضات مع نظيره الإسباني لبحث إمكانية إقامة المواجهة الودية في الموعد ذاته. وأكد مدرب منتخب كتالونيا، جيرارد لوبيز، وجود مفاوضات جادة لتنظيم مباراة ودية مع فلسطين، وأشار إلى أن الاحتمال الأقرب يتمثل في إقامتها على أرضية الملعب الأولمبي مونتجويك، الذي يحتضن مباريات برشلونة مؤقتاً ريثما تنتهي أعمال التجديد في كامب نو.
ويجد هذا المشروع دعماً واسعاً من الحكومة الإقليمية الكتالونية، التي تعتبر المواجهة حدثاً رمزياً يحمل دلالات إنسانية ورياضية كبيرة، ويجسد رسالة تضامن تتجاوز حدود كرة القدم. وأضاف مدرب منتخب كتالونيا أن المباراة الودية المرتقبة ضد فلسطين تحمل أبعاداً تتجاوز المستطيل الأخضر، معتبراً أنها بمنزلة رسالة دعم واضحة للشعب الفلسطيني، قائلاً إنها "ستكون مباراة ذات جانب عاطفي وسياسي قوي للغاية"، في إشارة إلى رمزية الحدث الذي يحظى بتأييد واسع من الحكومة الإقليمية الكتالونية، ويُنظر إليه بوصفه خطوة تعكس تضامن الرياضة مع قضايا إنسانية كبرى.
ورغم الخلافات السياسية العميقة بين كتالونيا والدولة الإسبانية، وحّدت القضية الفلسطينية الموقفَ بين الجانبين في الأشهر الأخيرة، فبعد سلسلة تحركات ضد فريق الدراجات الإسرائيلي "إسرائيل بريمير تيك" خلال طواف إسبانيا، برزت كتالونيا في طليعة الداعمين، بعدما أعلنت بلدية برشلونة رفضها استقبال انطلاقة طواف فرنسا إذا شارك فيه الفريق الإسرائيلي، في موقف ينسجم مع موجة تضامن متزايدة داخل إسبانيا. ويعكس هذا التلاقي أن فلسطين أصبحت نقطة التقاء نادرة بين كتالونيا الباحثة عن استقلالها ومدريد المتمسكة بوحدتها، خصوصاً مع اقتراب المنتخب الفلسطيني من خوض مواجهتين لافتتين على الأراضي الإسبانية ضد الباسك ثم كتالونيا في نوفمبر المقبل.
بهذا المشهد، تبدو ودّية فلسطين وكتالونيا أكثر من مجرد مباراة كرة قدم، إذ تتحول إلى منصة رمزية تعكس حجم التعاطف مع معاناة الشعب الفلسطيني، وتؤكد أن الرياضة قادرة على حمل رسائل إنسانية وسياسية عابرة للحدود. وفي حال تأكد تنظيمها، ستبقى المواجهة المنتظرة في مونتجويك حدثاً تاريخياً، يرسخ صورة فلسطين في الذاكرة الرياضية الأوروبية، ويجسد كيف يمكن لكرة القدم أن تتحول إلى لغة تضامن عالمي.