برشلونة بين رحيل إينيغو مارتينيز والإصابات: 4 عوامل وراء الأداء المتراجع
استمع إلى الملخص
- تأثرت نتائج الفريق بإصابات اللاعبين الرئيسيين مثل لامين يامال ورافينيا، وغياب بابلو غافي وفيرمين لوبيز، مما أثر على الأداء الهجومي.
- عانى الفريق من ضعف الدكة واستنزاف اللاعبين بدنيًا، وأزمة حراسة المرمى وتأخر تسجيل اللاعبين الجدد، مما أثر على استقرار الفريق.
شهد نادي برشلونة خسارته الثانية على التوالي هذا الموسم برباعية مذلة أمام إشبيلية (4-1)، في اللقاء الذي احتضنه ملعب رامون سانشيز بيزخوان، الأحد الماضي، ضمن منافسات الجولة الثامنة من "الليغا" الإسبانية، وجاءت هذه الهزيمة بعد سقوطه أمام باريس سان جيرمان الفرنسي (1-2) في دوري أبطال أوروبا، في مواجهتَين كشفتا بوضوح عن معاناة الفريق الكتالوني، إذ تأثرت تشكيلة المدرب الألماني هانسي فليك بعوامل عدّة، انعكست مباشرةً على أداء اللاعبين، وفتحت الباب أمام التساؤلات حول قدرة "البلاوغرانا" على استعادة توازنه والعودة إلى للمنافسة على الألقاب.
واجتمعت عوامل عدّة وراء تراجع مستوى برشلونة، في مقدمتها الأزمة الدفاعية الحادة التي يعانيها الفريق، خاصة على مستوى التمركز والانضباط الدفاعي، فرحيل المدافع الإسباني المخضرم إنييغو مارتينيز إلى نادي النصر السعودي في سوق الانتقالات الصيفية الماضية على نحوٍ مفاجئ ترك فراغاً كبيراً، فقد كان إنييغو أحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة هانسي فليك، ودوره الدفاعي لم يقتصر على قطع الكرات، بل شمل القيادة التنظيمية للخط الخلفي، ما جعل الفريق يعاني في الحفاظ على التوازن الدفاعي خاصة في المباريات الكبرى.
وشكّل إنييغو ثنائية دفاعية متينة رفقة مواطنه باو كوبارسي في الموسم المنصرم، وساهما كثيراً في تحقيق الفريق للثنائية المحلية بفضل التناغم بين خبرة إنييغو وحيوية كوبارسي، وقد استفاد أسلوب هانسي فليك القائم على الضغط العالي والدفاع المتقدم ونصب مصائد التسلل كثيراً من هذه الثنائية، ولكن رحيل إنييغو أدى إلى فقدان هذا التوازن، واضطر المدرب الألماني للاعتماد على المدوارة بين إشراك إريك غارسيا ورونالد أراوخو وأندرياس كريستنسن إلى جانب كوبارسي، ما انعكس سلباً على صلابة الدفاع واستقرار الفريق.
ولعل أبرز الأسباب وراء تراجع نتائج الفريق الكتالوني في الفترة الأخيرة تتمثل في إصابة الموهبة الإسبانية لامين يامال، الذي سيغيب عن المباريات المقبلة لمدة أسبوعين إثر تعرضه لإصابة جديدة، كما لحق به الجناح البرازيلي رافينيا، الذي سيبتعد عن الملاعب ما بين ثلاثة وأربعة أسابيع، إلى جانب ثنائي خط الوسط بابلو غافي وفيرمين لوبيز، ويُعد يامال من أهم عناصر تشكيلة فليك بفضل مهاراته الفردية وسرعته في صناعة الفرص، بينما يُعتبر رافينيا ولوبيز من الركائز الهجومية الأساسية في الفريق الكتالوني، وقد أثّر غياب هؤلاء الأسماء مباشرةً على نتائج برشلونة.
من جانبه، لعب ضعف الدكة واستنزاف اللاعبين بدنياً دوراً كبيراً في تراجع الأداء، فتوالي الإصابات التي شملت أليخاندرو بالدي وفرينكي دي يونغ وروبرت ليفاندوفسكي، إضافة إلى كثرة المباريات، أجبرت فليك على إشراك بعض لاعبي الأكاديمية لتعويض النقص، ورغم وصول الإنكليزي ماركوس راشفورد والسويدي الشاب روني بردغجي، فإن الفريق لم يستفد بالدرجة الكافية من الميركاتو الصيفي الماضي، ما جعل "البلاوغرانا" يواجه صعوبات في الحفاظ على نسق مستقر على مستوى اللياقة والنتائج.
كما أن أزمة حراسة المرمى في برشلونة قبل انطلاق الموسم، وتأخر تسجيل بعض اللاعبين، أثرت بوضوح على أداء الفريق مع توالي المباريات، فبرغم التعاقد مع الحارس الإسباني الشاب خوان غارسيا من إسبانيول، واجه النادي صعوبات في تسجيله بسبب القائد الألماني مارك أندريه تير شتيغن، الذي تأخر في التوقيع على التقرير الطبي عقب العملية الجراحية التي أجراها في الظهر، كما تأخر تسجيل الحارس البولندي فويتشيك تشيزني، الذي شارك أخيراً في المباريات الأخيرة عقب إصابة غارسيا وغيابه المنتظر عن الملاعب لمدة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع.