مباحثات سورية روسية في دمشق وتوغل إسرائيلي في القنيطرة
استمع إلى الملخص
- تعتمد سوريا على النظام التسليحي الروسي، ويتطلب التعاون صيانة منظومات الدفاع الجوي وتدريب الطواقم على الأسلحة الحديثة، مما يعزز القدرات العسكرية السورية.
- نفذت القوات الإسرائيلية توغلات في القنيطرة دون عمليات دهم، مع تحليق الطيران المسير فوق ريف درعا، مما يعكس التوتر المستمر في المنطقة.
أعلنت وزارة الدفاع السورية عن مباحثات جرت، يوم الخميس، في دمشق مع وفد عسكري روسي ترأسه اللواء البحري كورنبينكو أوليغ فيكتوروفيتش. وأوضحت الوزارة أن مدير إدارة التدريب في القوى الجوية والدفاع الجوي بوزارة الدفاع، العميد يحيى بيطار، استقبل الوفد مع مسؤولي هيئة التدريب وإدارات المدفعية والقوى الجوية والملاحق والمدرعات، وبحث الطرفان سبل تأهيل وتطوير تخصصات "المدفعية والقوى الجوية والملاحق والمدرعات" وتعزيز مستوى الكفاءة والجاهزية.
استقبل مدير إدارة التدريب في القوى الجوية والدفاع الجوي بوزارة الدفاع،العميد يحيى بيطار، وفداً عسكرياً روسياً برئاسة اللواء البحري كورنبينكو أوليغ فيكتوروفيتش، يضم عدداً من الخبراء العسكريين. وتم خلال اللقاء مع مسؤولي هيئة التدريب وإدارات المدفعية والقوى الجوية والملاحق والمدرعات pic.twitter.com/VcpKKK9AXy
— وزارة الدفاع السورية (@Sy_Defense) October 2, 2025
وجاءت مباحثات اليوم على إثر زيارة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوري، اللواء علي النعسان، على رأس وفد رسمي من وزارة الدفاع السورية، أمس الأربعاء، إلى العاصمة الروسية موسكو. وقالت وزارة الدفاع السورية، في بيان، إن هذه الزيارة "تندرج في سياق تطوير آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين". في المقابل، نشر مسؤول إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية عاصم غليون عبر صفحته على فيسبوك صورة إلى جانب منظومة دفاع جوي روسية وأرفق الصورة بعبارة "اليوم في روسيا، وفي قادم الأيام في سورية".
وكان وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة قد زار مع وزير الخارجية أسعد الشيباني موسكو في نهاية يوليو/تموز الفائت وعقدا اجتماعات رفيعة المستوى مع القادة الروس. وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين حينها أن الاتصالات بين موسكو ودمشق مستمرة بشأن القواعد العسكرية الروسية. وأضاف: "هناك اتصالات حول القواعد الروسية في سورية، من بين أمور أخرى، لضمان سلامة مواطنينا"، مشيرا إلى أن "القواعد الروسية كانت ولا تزال عاملا من عوامل الاستقرار في المنطقة".
وفي الخصوص، قال الباحث رشيد حوراني لـ"العربي الجديد" إن "نظام التسليح في العالم ينقسم إلى نظامين شرقي يمثله الاتحاد السوفييتي ومن بعده روسيا وغربي تمثله أميركا ودول أوروبا، وعلى الرغم من وجود دول تصنع السلاح إلا أن سلاحها لا يشكل منظومة متكاملة برية وبحرية وجوية خارج هاتين المنظومتين، ودول العالم وخاصة الشرق الأوسط معتمدة على هاتين المنظومتين ومنها سورية التي ترتبط بالاتحاد السوفييتي منذ ستينيات القرن الماضي".
وتابع حوراني: "مع سقوط النظام وعلى الرغم من الضربات الإسرائيلية للوحدات العسكرية التابعة لنظام الأسد، إلا أن السلاح الروسي لا يزال قسم كبير منه متوفرا في سورية ويحتاج التعاون مع روسيا بخصوصه إلى مسربين؛ الأول الصيانة فهناك منظومات دفاع جوي متوقف عملها على توفر بعض القطع الخاصة بها وكانت روسيا تشرف على صيانتها وتشغيلها أحيانا من خلال خبرائها في سورية، والثاني تدريب الطواقم وخاصة على السلاح الحديث الذي زودت به روسيا سورية في العام 2010 (منظومة البوك).
وأضاف حوراني: "بناء على ما سبق، فإن العلاقة مع روسيا تسهم في تسليح جزئي للجيش من الناحية العسكرية، ويمكن استثمار موقفها هذا بتعهدها بعدم دعم أي طرف سوري سواء قسد أو الفلول لضمان استمرار مصالحها".
توغلان متزامنان للجيش الإسرائيلي في القنيطرة
ونفذت قوتان تابعتان للجيش الإسرائيلي عمليتي توغل جديدتين اليوم الخميس في محافظة القنيطرة جنوب غربي سورية. وبيّن الإعلامي فادي الأصمعي لـ"العربي الجديد" أن دورية تابعة لجيش الاحتلال مكونة من 7 سيارات عسكرية نفذت توغلا بالقرب من سد كودنة في تلة أبو قبيس، وانطلقت الدورية من قاعدة تل أحمر الغربي، وانسحبت دون تنفيذ أي عمليات دهم أو تفتيش. وأضاف أن دورية ثانية انطلقت من قاعدة العدنانية في ريف القنيطرة الأوسط باتجاه قرية أم العظام نحو سد المنظرة. وفيما أظهر تسجيل مصور بثه "تجمع أحرار حوران" ذات الدورية متوغلة في بلدة رويحينة في ريف القنيطرة.
يشار إلى أن قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي توغلت صباح أمس الأربعاء في قرية صيدا الجولان بريف القنيطرة جنوبي سورية، وأقامت حاجزا مؤقتا. وقال الناشط الإعلامي في درعا محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" إن التوغل تزامن مع تحليق الطيران المسير الإسرائيلي فوق منطقة الجيدور بريف درعا الشمالي في ساعات الصباح الأولى، فيما لم تسجل أي حالة اعتقال على يد القوات المتوغلة.