تواتر التصريحات الإسرائيلية بشأن توسيع العدوان على لبنان
- حزب الله يستعيد قدراته العسكرية بدعم من إيران عبر العراق وسوريا، بينما الجيش اللبناني يتجنب المواجهة، مما يعزز مكانة الحزب كأقوى قوة عسكرية في لبنان.
- إسرائيل تواصل خرق وقف إطلاق النار وتشن هجمات يومية على لبنان، مدعية قتل 400 عنصر من حزب الله وتدمير بنى تحتية، وسط قلق أميركي من تدهور عملية نزع سلاح الحزب.
تتخوف إسرائيل من سعي حزب الله لاستعادة قدراته العسكرية
ترجّح مصادر أمنية إسرائيلية أن نشاط الحزب مرتبط بأهداف داخلية
تدعي إسرائيل أن الجيش اللبناني يتجنّب المواجهة مع عناصر الحزب
يحذّر مسؤولون كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي من أن "محاولات حزب الله المتزايدة لإعادة بناء قوته" في لبنان قد تدفع إسرائيل إلى توسيع عملياتها ضد الحزب. ونتيجة لذلك، قد يحدث تصعيد واسع، بحسب ما أوردته صحيفة هآرتس العبرية اليوم الثلاثاء، رغم أن الجيش الإسرائيلي يلاحظ في هذه المرحلة أن جهود إعادة البناء تتركز أساساً شمال نهر الليطاني وليس بالقرب من الحدود، على نحو قد يؤدي إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وحذّرت شعبة الاستخبارات العسكرية، خلال الأسابيع الأخيرة من أن حزب الله يعمل بنشاط على استعادة قدراته العسكرية ومكانته داخل لبنان، وزعمت نقل أدلة على ذلك إلى الإدارة الأميركية ولأعضاء آلية الرقابة على تنفيذ وقف إطلاق النار. ولفتت الصحيفة العبرية، إلى تقديرات أجهزة استخبارات أجنبية، بأن حزب الله نجح جزئياً في إعادة بناء سلسلة إمداداته، ويتلقّى أسلحة من إيران عبر العراق وسورية. ووفقاً لتقديرات تلك الجهات، فإن وتيرة إعادة تسليح حزب الله تسير على نحوٍ أسرع من جهود الجيش اللبناني لنزع سلاح التنظيم. بالمقابل، يدّعي مسؤولون في جيش الاحتلال أن الجيش اللبناني يتجنّب المواجهة مع عناصر حزب الله، ويكاد لا يتخذ خطوات لمنع التنظيم من إعادة بناء نفسه.
وترى المنظومة الأمنية الإسرائيلية، بأن الحزب تكبّد خسائر جسيمة خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، تمنعه من العودة إلى القتال، وعليه، تُقدّر أن جهود إعادة البناء تهدف إلى الحفاظ على مكانته بوصفه أقوى قوة عسكرية في لبنان، ولردع الحكومة الحالية. ولم يستبعد مصدر أمني تحدث للصحيفة العبرية، دون أن تسمّيه، أن يكون حزب الله يعمل لأهداف داخلية، لكنه أضاف: "مفهوم الأمن الإسرائيلي تغيّر منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023). الجيش الإسرائيلي سيحرص على التحرك ضد أي تهديد في بدايته، بغض النظر عن دوافع الطرف الآخر".
وبحسب مسؤولين أمنيين إسرائيليين، فإنّ إعراب المبعوث الأميركي إلى لبنان وسورية، توماس برّاك، في الأيام الأخيرة، عن قلقه من تدهور عملية نزع سلاح حزب الله، لم يأتِ من فراغ. وزعموا أن إسرائيل جمعت أدلّة، تشير إلى أن تراكم أنشطة حزب الله، يدل على أن التنظيم يعمل خلافاً لاتفاق وقف إطلاق النار. ويركّز حزب الله جهوده، وفق الادّعاءات الإسرائيلية، على إعادة تأهيل مسار تهريب الأسلحة إلى لبنان، الذي كان يعمل من إيران والعراق عبر سورية.
بالمقابل، فإنّ الرقابة الأميركية على الحزب، وحرية عمل الجيش الإسرائيلي، تُصعّبان عمليات التهريب وتؤثران على كمية الأسلحة التي ينجح التنظيم في إدخالها إلى لبنان. ولا زال جيش الاحتلال، ينتشر في خمس نقاط على طول الحدود ويشنّ هجمات يومية داخل لبنان. ومنذ وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل خرق الاتفاق، وقتلت وفق بياناتها، نحو 400 شخص، في هجماتها على الأراضي اللبنانية، بزعم أنهم عناصر في حزب الله، كما تواصل تدمير عشرات البنى التحتية اللبنانية.