الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة

16 سبتمبر 2025
الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة
الرئيس الحبيب بورقيبة (getty)

الحبيب بورقيبة، الرئيس التونسي السابق (1957 - 1987). شارك في الانتفاضات الوطنية ضد الحماية الفرنسية، وبعد حصول تونس على استقلالها تولى رئاسة الوزراء في المملكة التونسية عامي 1956 و1957، ثم أصبح أول رئيس لتونس من 1957 إلى 1987 بعد سقوط الملكية.

وُلد بورقيبة في 3 أغسطس/ آب 1903، في حي الطرابلسية بمنطقة المنستير في العاصمة تونس. تخرج من جامعة باريس، كلية الحقوق والعلوم السياسية عام 1927، وعاد إلى تونس للعمل بالمحاماة. وفي عام 1924، سافر إلى فرنسا للدراسة في كلية الحقوق والعلوم السياسية وحصل عام 1927 على الإجازة (البكالوريوس). وعاد بعدها إلى تونس ليشتغل في سلك المحاماة والصحافة، حيث أصدر صحيفة "صوت التونسي" عام 1930، ثم صحيفة "العمل التونسي" عام 1932.

  • المسيرة السياسية

شارك في مناهضة الاستعمار الفرنسي، وانضم إلى الحزب الحر الدستوري سنة 1933، لكنه استقال منه في نفس السنة، وفي 2 مارس/ آذار 1934 أسس الحزب الحر الدستوري الجديد، وتم اعتقاله في 3 سبتمبر/ أيلول وأبعد إلى أقصى الجنوب التونسي ولم يفرج عنه إلا في مايو 1936.
وبعد سُقوط حكومة الجبهة الشعبية في فرنسا، اعتقل في 10 أبريل/ نيسان 1938 بسبب مشاركته في مظاهرة شعبية قمعتها الشرطة الفرنسية يومي 8 و9 أبريل 1938، ونقل بورقيبة إلى مرسيليا وبقي فيها حتى 10 ديسمبر/ كانون الأول 1942، حيث نُقل إلى سجن في ليون ثم إلى حصن "سان نيكولا"، ثم نقلته القوات الألمانية التي غزت فرنسا إلى نيس ثم إلى روما، ومن هناك أعيد إلى تونس في 7 أبريل/ نيسان 1943.

  • الطريق إلى الاستقلال

قرّر بورقيبة السفر إلى المنفى الاختياري في القاهرة في 23 مارس/ آذار 1945، ثم عاد إلى تونس في 8 سبتمبر/ أيلول 1949. سافر إلى فرنسا سنة 1950 ليُقدّم مشروع إصلاحات للحكومة الفرنسية، وقام بعدة جولات خارجية بين مصر والهند واندونيسيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة والمغرب، وعاد إلى تونس في 2 يناير/ كانون الثاني 1952 حتى اندلعت الثورة المسلحة التونسية في 18 يناير 1952، وتم اعتقال بورقيبة وتنقل بين السجون في تونس وفرنسا.
مع استمرار الاحتجاجات بدأت فرنسا في التفاوض معه فعاد إلى تونس في 1 يوينو/ حزيران 1955. وفي 3 يونيو 1955، تم توقيع المعاهدة التي تمنح تونس استقلالها الداخلي. وفي 20 مارس/ آذار 1956، وُقعت وثيقة الاستقلال النهائي وألف بورقيبة أول حكومة بعد الاستقلال.
عُين بورقيبة رئيسًا للوزراء من قبل الملك محمد الأمين باي، حتى إعلان الجمهورية في تونس في 25 يوليو/ تموز 1957، وتم انتخاب بورقيبة رئيسًا مؤقتًا لتونس حتى التصديق على الدستور.

  • بورقيبة رئيسًا

أسس بورقيبة نظامًا رئاسيًا قويًا أدى إلى قيام دولة الحزب الواحد التي هيمن عليها حزبه (حزب الدستور الاشتراكي)، وفي 27 ديسمبر/ كانون الأول 1974، عدّل الدستور، لمنح نفسه رئاسة تونس مدى الحياة.
وفي 26 يناير/ كانون الثاني 1978، وقعت أحداث عنف إثر خلاف بين الحكومة ونقابة العمال، سقط فيها مئات القتلى. وفي 3 يناير 1984، حدثت انتفاضة الخبز التي سقط خلالها مئات الضحايا أيضًا، بسبب زيادة أسعار الخبز، واستخدام القوة ضد المتظاهرين، واستدعي بورقيبة زين العابدين بن علي من وارسو ليشغل منصب مدير عام الأمن الوطني، وفي 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 1987، قام الوزير الأول زين العابدين بن علي بالانقلاب على بورقيبة، وأعلن نفسه رئيساً جديداً للجمهورية.

  • وفاة بورقيبة

توفي بورقيبة في 6 أبريل/ نيسان 2000، ودفن في مسقط رأسه في مدينة المنستير، عن عمر ناهز 97 عامًا.