استمع إلى الملخص
- قورينا، المدرجة ضمن التراث العالمي لليونسكو، كانت مستعمرة يونانية ثم مدينة رومانية، وتعتبر جزءًا مهمًا من تاريخ ليبيا، حيث كانت مركزًا للثقافات والتجارة.
- الاكتشاف جاء بعد بلاغ من جامعة عمر المختار، ويبرز غنى ليبيا بالمواقع الأثرية، حيث تضم خمسة مواقع مسجلة لدى اليونسكو، رغم التحديات السياسية المستمرة.
قال مدير مراقبة الآثار المكلف في مدينة شحات، لوكالة رويترز، إنّ فريقاً من الباحثين والعاملين في قسم الترميم بمراقبة الآثار في المدينة الواقعة شمال شرقي ليبيا تمكّن الأربعاء الماضي من اكتشاف موقع أثري جديد يقع تحت سطح الأرض. وأشار مدير المراقبة المكلّف، أنيس حامد بوعجايب، إلى أن الموقع المستكشف يقع داخل منطقة شحات الأثرية، التي تعرف أيضاً باسمي "قورينا" و"سيريني"، ضمن السياج المحيط بها وتبلغ مساحته نحو 10 أمتار مربعة، ويُعتبر كشفاً جديداً. كما لفت إلى أن الموقع المستكشف عبارة عن مساحة دائرية توجد بها دهاليز شبه دائرية تؤدي إلى الداخل ثم تعود إلى المساحة نفسها.
ونشرت "مراقبة شحات" الأسبوع الماضي صوراً على صفحتها على منصة فيسبوك صوراً للموقع أظهرت الباحثين وهم يعكفون على اكتشاف الموقع الجديد. وقال بوعجايب إنه أثناء تقييم الموقع، وُجدت قاعدتان ثبتت عليهما قدمان لتمثالين يرتديان صنادل من الطراز اليوناني، كما وُجدت قطع فخارية ومجموعة من الجرار.
موقع قورينا مدرج في قائمة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). وكانت قورينا مستعمرة يونانية تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، ثم أصبحت مدينة رومانية.
تقع مدينة قورينا القديمة، الواقعة على سفوح الجبل الأخضر، بعيداً عن ساحل البحر المتوسط، وهي جزء لا يتجزأ من تاريخ ليبيا الطويل ومتعدد الأعراق، وكانت ملتقى للثقافات والتجارة في أوروبا وشمال أفريقيا. ويشتهر الموقع بحفرياته واسعة النطاق وآثاره البارزة المنتشرة. وتُعرف قورينا اليوم بمدينة شحات.
وقال بوعجايب: "هذا الموقع بصفة عامة لا تزال ماهيته غير واضحة، إذ لم يُعرف بعد ما إذا كان خزاناً أو مقبرة أو مخبأ، غير أن موقعه وطبيعة المعثورات (الآثار المكتشفة) يرجحان أن يكون من الفترة الهلنستية أو الرومانية المبكرة"، لافتاً إلى أن "المراقبة" ستقوم بتشكيل فريق متخصص للقيام بعمليات حفر وتوثيق لهذا الموقع.
وأشار إلى أن الاكتشاف جاء بعد تلقيهم بلاغاً من أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة عمر المختار كان يتجول في منطقة شحات وعثر على فجوة صغيرة جداً تؤدي إلى مساحة كبيرة مفتوحة تحت الأرض.
ووصف بوعجايب هذا الاكتشاف بأنه "فريد من نوعه"، مضيفاً أنه مكان بكر إذ لم تجر فيه أي عمليات تنقيب من قبل سواء من البعثات أو مصلحة الآثار، لكنه لفت إلى أن أعمال الترميم والتنقيب تتطلب إمكانات "غير متاحة حالياً".
وأشار إلى أنه بعد الإعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة وبعض المناطق الأخرى مثل شحات وسوسة في الجبل الأخضر في سبتمبر/ أيلول 2023 اكتُشف العديد من المواقع، من بينها القنوات الموجودة في شارع الوادي في مدينة درنة و"مبنى يُرجّح أن يكون مذبحا بالقرب من معبد ديمترا"، وعملت فرق "المراقبة" في جميع هذه المواقع.
وتزخر ليبيا بالمواقع الأثرية ولديها خمسة مواقع مسجلة لدى اليونسكو وهي موقع شحات الأثري والموقع الأثري لبدة الكبرى والموقع الأثري في صبراتة ومواقع الفن الصخري تادرار أكاكوس ومدينة غدامس القديمة.
وكانت البلاد وجهة لمئات الآلاف من السياح من كل أنحاء العالم، قبل أن ينزلق البلد المنتج للنفط إلى فوضى عارمة منذ عام 2011 بعد سقوط نظام معمر القذافي في انتفاضة شعبية بدعم من حلف شمال الأطلسي. وانقسمت البلاد بعدها بأربع سنوات بين إدارتين في الشرق والغرب تتنافسان على السلطة، مع محاولات حثيثة من الأمم المتحدة لتقريب وجهات نظر الفرقاء وإنهاء الفوضى.
(رويترز)