هل ستخفض السيارات ذاتية القيادة تكاليف التأمين؟

22 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 22 أغسطس 2025 - 12:30 (توقيت القدس)
سيارات وايمو ذاتية القيادة، لوس أنجليس، كاليفورنيا، 11 يوليو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- السيارات ذاتية القيادة، مثل الروبوتاكسي، تنتشر في مدن أمريكية وتعد بتحسين السلامة وتقليل الحوادث، مما قد يخفض تكاليف التأمين، حيث أظهرت بيانات وايمو انخفاضًا بنسبة 78% في الحوادث المسببة لإصابات.

- يتوقع محللو "غولدمان ساكس" انخفاض تكاليف التأمين التجاري للسيارات الذاتية إلى 23 سنتًا للميل بحلول 2040، بينما تظل الصورة معقدة للمركبات الخاصة بسبب الاعتماد المفرط على التقنية.

- مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، قد تنتقل المسؤولية القانونية إلى مصنعي السيارات، مما يتطلب تأمينًا ضد مسؤولية المنتج، بينما قد يظل مالك السيارة ملزمًا بالتأمين في حال سوء الصيانة.

لم تعد السيارات ذاتية القيادة مجرد خيال علمي، إذ تجوب اليوم أكثر من 1500 سيارة أجرة ذاتية القيادة (الروبوتاكسي) شوارع مدن أميركية، مثل سان فرانسيسكو ولوس أنجليس وأتلانتا، فيما بدأت شاحنات تجارية تعمل بشكل ذاتي بالتحرك في تكساس. ومع أن هذه التكنولوجيا تحمل وعودا بتحسين السلامة وخفض الحوادث، إلا أن تأثيرها الفعلي على تكاليف التأمين لا يزال سؤالا مفتوحا، بحسب "ياهو فايننس".

وفقا لمعهد معلومات التأمين (Triple-I)، فإن أي انخفاض في عدد الحوادث وشدتها سيؤدي على الأرجح إلى تراجع كلفة التأمين. والحوادث الأكثر تكلفة على شركات التأمين هي تلك التي تشمل إصابات جسيمة أو وفيات. وإذا تمكنت أنظمة القيادة الذاتية من تقليلها، فإن السوق قد يشهد انخفاضا في الأقساط. وأشارت بيانات شركة وايمو إلى أن مركباتها ذاتية القيادة سجلت انخفاضا بنسبة 78% في الحوادث المسببة لإصابات مقارنة بالسائقين البشر، و79% انخفاضا في الحوادث التي تستدعي تشغيل الوسائد الهوائية.

ويتوقع محللو "غولدمان ساكس" أن تهبط تكاليف التأمين التجاري لسيارات الأجرة الذاتية من 50 سنتا للميل إلى 23 سنتا بحلول 2040، وهو ما يمثل انخفاضا يفوق النصف. وعلى صعيد المركبات الخاصة، تبقى الصورة أكثر تعقيدا. وقد أثبتت بعض تقنيات المساعدة مثل الفرملة التلقائية في حالات الطوارئ فعاليتها، إذ أظهرت بيانات معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة (IIHS) أنها تقلل حوادث الاصطدام الخلفي بنسبة 50%. لكن الأنظمة شبه الذاتية مثل القيادة بلا استخدام اليدين، والتي تجمع بين مثبت السرعة المتكيف وتثبيت المسار، لم تثبت بعد أنها تقلل الحوادث، بل أثارت مخاوف من الاعتماد المفرط للسائقين على التقنية.

ومع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في القيادة، قد تنتقل المسؤولية القانونية تدريجيا من السائقين إلى مصنعي السيارات وموردي البرمجيات. يقول أجيت جاين، مسؤول التأمين في "بيركشاير هاثاواي"، إن "التأمين على السيارات سيتغير جذريا عندما تصبح السيارات ذاتية القيادة حقيقة واقعة"، وفق"ياهو فايننس". وفي مثل هذه الحالات، ستحتاج الشركات المنتجة إلى تأمين ضد مسؤولية المنتج، فيما قد يظل مالك السيارة ملزما بالتأمين في حال وقوع خلل بسبب سوء الصيانة.

وفي مرحلة الانتقال، قد يتزايد الاعتماد على التأمين القائم على الاستخدام، وهو نموذج يعتمد على بيانات القيادة الفعلية. وشركة تسلا على سبيل المثال، تقدم حاليا وثائق تأمين تسعر بناء على "درجة السلامة" التي يحددها أداء السائق كما يسجله نظام السيارة. وعلى الرغم من كل التقدم، يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي ألا يتجاوز نصيب السيارات الشخصية من المستوى الرابع للقيادة الذاتية (مثل الروبوتاكسي) نسبة 4% فقط من المبيعات بحلول 2035. ويرجع ذلك إلى بطء دورة تجديد أساطيل السيارات، حيث يبلغ متوسط عمر السيارة على الطرق الأميركية أكثر من 12 عاما. ووفقا لمعهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة، قد يستغرق الأمر عقودا قبل أن تصبح السيارات ذاتية القيادة هي السائدة.

المساهمون