مطوّر"تشات جي بي تي" في جولة عالمية شملت الإمارات لجمع تمويل بالمليارات
استمع إلى الملخص
- التقى ألتمان بشركات تصنيع الرقائق مثل TSMC وسامسونغ لزيادة الإنتاج، حيث دعمت إنفيديا "أوبن إيه آي" باستثمار 100 مليار دولار، مما عزز رؤية ألتمان للقوة الحاسوبية.
- اتفقت "أوبن إيه آي" مع هيتاشي في اليابان لدعم تطوير البنية التحتية، وخططت للاجتماع مع صناديق استثمارية في أبوظبي لتمويل مركز البيانات "ستارغيت"، مع توقعات بزيادة الإنفاق إلى 400 مليار دولار في 2029.
لا تتوقف مساعي "أوبن إيه آي" مالكة تشات جي بي تي ورئيسها سام ألتمان، عن طلب استثمارات جديدة لتمويل مشروعها الطموح الذي قدرت قيمته السوقية في الأسبوع الماضي بـ 500 مليار دولار رغم أنه لم يدرج للاكتتاب العام في البورصات المالية بعد. آخر المستجدات في هذه الصدد يتمثل في بدء ألتمان حملة عالمية لجمع التمويل وتأمين سلاسل التوريد، باحثًا عن شركاء ماليين ومصنعين يمكنهم المساعدة في تلبية الطلب الهائل للشركة الناشئة على القدرات الحاسوبية.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة يوم السبت قولها إن ألتمان زار تايوان وكوريا الجنوبية واليابان الشهر الماضي في محاولة لتأمين إمدادات طويلة الأجل ومنخفضة التكلفة لخطة البنية التحتية لمشاريع "أوبن إيه آي" التي تقدر بتريليونات الدولارات، وقالت المصادر إن المناقشات لا تزال في مراحلها الأولى.
وذكرت الصحيفة أن ألتمان خطط أيضاً للقاء مستثمرين في دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف الحصول على تمويل لتوسعة البنية التحتية والأبحاث في "أوبن إيه آي".
وقد التقى ألتمان مسؤولين في شركات TSMC (الشركة التايوانية لتصنيع الرقائق)، وفوكسكون إضافة إلى سامسونغ، و إس كيه هاينكس، حيث طالب المسؤولين في هذه الشركات بزيادة طاقتها الإنتاجية ومنح شركته الأولوية في الحصول على الرقائق.
ومن المعروف أن هذه الشركات من الموردين الرئيسيين لعملاق الرقائق، إنفيديا، والتي ضخت مؤخراً استثمارات بقيمة 100 مليار دولار في "أوبن إيه آي". ويقول مراقبون إن سلاسل التوريد في الحوسبة الرقائق تواجه ضغوطاً تصنيعية في ظل الارتفاع العالمي عليها منذ انطلاق تشات جي بي تي.
وتذكر جولة ألتمان الأخيرة برحلة مماثلة قام بها مطلع عام 2024، عندما عرض خطط بنية تحتية مذهلة قد تصل تكلفتها إلى 7 تريليونات دولار على الشركات نفسها، وسعى حينها للحصول على تمويل من الإمارات. غير أن هذه الجهود قوبلت حينها بالرفض من بعض قادة الصناعة الذين اعتبروها غير واقعية، نظراً إلى محدودية الإيرادات الناتجة عن خدمات الذكاء الاصطناعي في ذلك الوقت. وبعد وقت قصير، قال الرئيس التنفيذي لـ TSMC، سي. سي. وي، إن ألتمان كان "مبالغاً في طموحه إلى درجة يصعب تصديقي لها".
ويبدو أن مساعي ألتمان تلقى دعماً أكبر هذه المرة، نظراً إلى الدعم الذي تلقاه طموحاته من شركة ذات سمعة عالمية فائقة هي إنيفيديا التي تضمنت صفقتها مع "أوبن إيه آي" تأجيرها ما يصل إلى خمسة ملايين من شرائحها للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى استثمار يصل إلى 100 مليار دولار لتمكين الشركة من دفع تكاليف التأجير، وقد عززت الصفقة رؤية ألتمان للقوة الحاسوبية ورفع أسهم موردي الشرائح حول العالم.
في الأيام الماضية، التقى ألتمان قادة التكنولوجيا من سامسونغ و إس كيه هاينكس، إضافة إلى شركة الإلكترونيات والصناعة اليابانية هيتاشي. وقد أسهم إعلان شراكاتهم في ارتفاع أسهم الشركات الثلاث، في تكرار للنمط ذاته الذي حدث مع صفقات "أوبن إيه آي" في الولايات المتحدة.
وفي اليابان، اتفقت "أوبن إيه آي" مع هيتاشي على أن تدعم الشركة اليابانية جهودها في تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك توفير معدات لنقل وتوزيع الطاقة إلى مراكز بيانات الشركة الأميركية، في حين توفر "أوبن إيه آي" نماذجها وتقنياتها لهيتاشي.
وفي أثناء توقفه في الشرق الأوسط، خطط ألتمان للاجتماع مع صناديق استثمارية في أبوظبي مثل MGX ومبادلة، إضافة إلى شريك عمليات شركته في المنطقة G42، بحسب مصادر مطلعة تحدثت إليها وول ستريت جورنال. ومن المقرر أن يُستخدم جزء من التمويل الجديد المحتمل لتمويل مركز البيانات "ستارغيت" في أبوظبي.
وقد أبلغت"أوبن إيه آي" مستثمريها وشركاءها التجاريين مؤخراً بأنها قد تنفق نحو 16 مليار دولار هذا العام على استئجار خوادم الحوسبة، وأن هذا الإنفاق قد يرتفع إلى نحو 400 مليار دولار في عام 2029، وفقاً لمصادر مطلعة.
وقد ألهبت الشركة حماس المستخدمين حول العالم مجدداً هذا الأسبوع بإطلاق نموذجها الجديد لإنتاج الفيديو Sora 2 يوم الثلاثاء. ويتوقع خبراء الصناعة أن تؤدي هذه النماذج والتطبيقات إلى زيادة الطلب على القدرة الحاسوبية بوتيرة أسرع بكثير من النماذج القائمة على النصوص.