جمال محمد إبراهيم

لعلّ من الغريب أن يكون البلد الأفريقي الذي ساهم بأكبر دعم لتنال معظم بلدان القارة السمراء استقلالها، هو الذي له قصب السبق في ابتدار الانقـلابات في القارة.

لا تبدو واضحة طبيعة الحيثيات التي جرى على أساسها تكوين الآلية الدبلوماسية التي سميّت رباعية، ولم تضم سفيراً معتمداً للسودان في عضويتها.

يريد ترامب جائزة نوبل للسلام، وكأنَّ العالم لا يـرَى تواطؤه في إبادة سُـكّان غزَّة، أو في هجوم إسرائيل على إيران، أو في العدوان الإسرائيلي على قطر.

فيما الحرب دائرة من دون أفق لإيقافها، فإنَّ عزلة تحيط بأوضاع السودان الغارق في الإفناء الذاتي، جرّاء القتال المتواصل.

الاستخفاف الذي لحق من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنظمة الأمم المتحدة بلغ درجاتٍ أوصلته إلى مشارف الاسـتهانة بقراراتها وبياناتها، بل وبوجودها.

من يتابع أوضاع الدبلوماسية الأميركية، يجد أنّ ترامب يراهن على مستشاريه ومبعوثيه الخاصّين، وجلّهم من مشايعيه من رجال الأعمال في الحزب الجمهوري الحاكم.

على الأمم المتحدة ألا تلومنّ إلا نفسها لو تجاوز الرئيس الأميركي صلاحياتها واستولى على أدوارها. بات واضحاً أنَّ الرجل يستخفَّ استخفافاً بائناً بالمنظمة الأممية.

ثمّة اختلالات بنيوية لحقت بالهياكل والمؤسّسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية التي أنشأها المجتمع الدولي، ولم تفلح جهود ترميمها.

خلتْ السَّاحات السياسية والإعلامية والاقتصادية السودانية من كلِّ مقتدرٍ ومِن كلِّ موهوبٍ، لتمتلئ من قصيري الظِلِّ والموهبة، وطويلي الألسن والادعاءات.

ثمة نظام عسكري في السودان يبحث عن شرعية داخلية فيما الصراع محتدم في حرب يسمّيها الجنرالات حرب كرامة، فيما يستبطنون أجندات للسيطرة على أحوال البلاد.